للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زيد بن نفيل والد سعد بن زيد، وعلى بني لؤي: عمرو بن عبد شمس والد سهيل بن عمرو، وعلى بني فهر: عبد الله بن الجراح والد أبي عبيدة, وعلى الأحابيش: الحليس بن يزيد وسفيان بن عويف، وعلى بني بكر: بلعاء بن قيس، وعلى بني فراس بن غنم من كنانة: عمير بن قيس جذل الطعان، وعلى بني أسد بن خزيمة: بشر بن أبي خازم، وكان القائد العام لهذه الجيوش جميعها حرب بن أمية.

وسارت قريش حتى نزلت عكاظ وبها قيس، وكان مع حرب بن أمية إخوته: سفيان، وأبو سفيان، والعاص، وأبو العاص. فعقل حرب نفسه وقيد سفيان وأبو العاص نفسيهما وقالوا: لن يبرح رجل منا من مكانه حتى نموت أو نظفر ... فيومئذ سموا العنابس، والعنبس: الأسد. واقتتل الناس قتالا شديدا, فكان الظفر أول النهار لقيس وانهزم كثير من بني كنانة وقريش، وثبت حرب بن أمية وبنو عبد مناف وسائر قبائل قريش، ولم يزل الظفر لقيس على قريش وكنانة إلى أن انتصف النهار، ثم عاد الظفر لقريش وكنانة فقتلوا من قيس وأكثروا، وحمي القتال واشتدّ الأمر، فقتل يومئذ تحت راية بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة مائة رجل وهم صابرون, وانهزمت قيس وقتل من أشرافهم عباس بن زعل السلمي وغيره. ولما رأى سبيع بن ربيع بن معاوية هزيمة قبائل قيس عقل نفسه واضطجع وقال: يا معشر بني نصر، قاتلوا عني أو ذروا. فعطفت عليه قبائل من قيس وقاتلوا قتالا شديدا. ثم إنهم تداعوا إلى الصلح، فاصطلحوا على أن يعدوا القتلى، فأي الفريقين فضل له قتلى، أخذ ديتهم من الفريق الآخر. فتعادوا القتلى، فوجدوا قريشا وبني كنانة قد أفضلوا على قيس عشرين رجلا، فرهن حرب بن أمية يومئذ ابنه أبا سفيان في ديات القوم حتى يؤديها, ورهن غيره من الرؤساء أبناءهم، ووضعت الحرب أوزارها١.

وقد كانت مستودعات الأسلحة في القبة كما سبق وفي دور أشراف قريش، إذ كان كل سري من سراتهم يحتفظ لديه بكمية وافرة من العتاد والسلاح


١ بتصرف الكامل, ج١ ص٣٦١, ٣٦٢.

<<  <   >  >>