للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الحامية، فقد انتشرت شمالي أفريقية, وتشمل: الزنجية، والبربرية لغة سكان المغرب، والمصرية القديمة التي كانت قبل الهكسوس. أما بعد إغارتهم فصارت خليطا من الحامية والسامية، لغة الفاتحين.

وأما السامية، فقد انتشرت غربي آسيا في العراق والشام وجزيرة العرب, ثم الحبشية بأفريقية على رأي.

وتشمل اللغة السامية: البابلية, نسبة إلى بابل التي بقيت أطلالها بقرب الكوفة، والسريانية بأعلى العراق وشمال سورية، والكلدانية١ جنوبيه, والآشورية شماليه, والفينيقية بين جبال لبنان والبحر الأبيض، والعبرية بفلسطين، والحبشية, والعربية. وقد ماتت هذه اللغات ما عدا العبرية، والسريانية, والعربية، ولكن المنقبين قد اهتدوا إلى الآشورية والبابلية، ووضعوا فيهما المعاجم كأنهما من اللغات الحية. وإنما عاشت هذه اللغات دون أخواتها الساميات لتقييدها بالكتابة, وزاد العربية تأييدا نزول القرآن الكريم بها, وهي أغنى أخواتها الساميات؛ لطول عمرها واتساع رقعتها، ونزول القرآن بها، ولما اقتبسته من الأمم التي اتصلت بأهلها سياسيا أو تجاريا أو مجاورة.

وقد اختلف الباحثون في هذه اللغات: أتفرعن من واحدة مجهولة لنا، أم إن إحداهن أم للباقيات؟ والذين يذهبون إلى الرأي الثاني اختلفوا في أيهن الأم، فقيل: هي البابلية؛ لما بينها وبينهن من تشابه قوي, فبعض الكلمات على صورة واحدة فيها وفي العربية، ككلمتي: أنف وعنب، وهما في العبرية والسريانية بحذف النون, والتنوين في العربية نون، وفي البابلية ميم، وهما متقاربان في العربية؛ ولذا تبدل إحداهما من الأخرى، مثل: غين في غيم، وامتقع في انتقع، وعلامة الجمع فيها الواو والنون، وفي السريانية الياء والنون، وفي العبرية الياء والميم, والسين في العربية


١ الكلدانيون يضم الكاف: قوم من عبدة الكواكب "زبدي", والبابلية القديمة كانت تدعى أولا آرامية, ثم تغيرت قليلا فدعيت كلدانية, ثم تغيرت تغيرا آخر فعرفت بالسريانية.

<<  <   >  >>