للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الأودية ناتجة من أن ١٠٠% تقريبا من الماء يسيل لبطن الوادي، ورواسب الطمي من الجهة الأخرى تؤلف أراضي كثيرة خصبة وصالحة للزراعة في أمكنة تكون فيها بطون الأودية مستوية تقريبا، وعند تعرج مصب الأودية وعند بروز جداول من مسارب الجبال، وعند التقاء الأودية بالبحر.

وأما الجهة الشرقية من سلسلة جبال الحجاز فتنحدر برفق إلى الشمال والمساحات المنبسطة في الطائف ذات علو معدله ٥٠٠٠ قدم فوق سطح البحر وعند عشيرة ٣٧٠٠ قدم وعند البركة ٢٨٠٠ قدم وعند الحفيرة على خط سكة حديد الحجاز ١٧٤٠ قدم، وإلى ٦٦ ميلا للشمال عند قلعة الحج التركي القديم التي تدعى قلعة الصوري يبلغ الارتفاع ٢٢٠٠ قدم، وتقع هذه القلعة عند نقطة الاتصال بطريق السيارات الموصلة إلى خيبر التي تبعد ١٠٤ أميال لجهة الجنوب, والتي تعلو أيضا ٢٢٠٠ قدم.

جبال الحجاز:

تحيط بالحجاز جبال وحرار كثيرة، وقد اعتبرها الباحثون سلسلة واحدة أسموها "السراة", وسلسلة جبال السراة تمتد طولا من الشمال إلى الجنوب، وهي العمود الفقري لشبه الجزيرة العربية، وبعض هذه السلسلة مرتفع وقد تتساقط الثلوج عليها كجبل دباغ الذي يزيد ارتفاعه عن ٢٢٠٠ متر عن سطح البحر، وجبل وتر, وجبل شيبان، وتنخفض هذه السلسلة عند دنوها من مكة ثم تعود بعد ذلك إلى العلو.

وسلسلة السراة يجعلها البعض منتهية في الشمال وراء عرفة والمناقب١. أما الحرار والجبال الأخرى الواقعة في شمال هذه السلسلة فهي أقل ارتفاعا منها، ويقول الهمداني في وصف السراة: "هو أعظم جبال العرب وأذكرها"٢.

ويمكن تقسيم هذه السلسلة إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي:


١ معجم البلدان لياقوت "٣/ ٦٥".
٢ صفة جزيرة العرب "٤٨".

<<  <   >  >>