للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بفتح أوله وثانيه، وحكاه هشام بضمتين, وروى ابن دريد فتح الأول وإسكان الثاني, وضبطه بعضهم بفتح أوله وضم ثانيه.

وفتح الخاء واللام هو الأشهر عند المحدثين، كما أنه هو المعروف المشهور عند قبائل السراة اليوم.

ويطلق "ذو الخلصة على وثنين:

١- أولهما: البيت أو الصنم الذي كان بتبالة, بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليالٍ من مكة" وكان سدنته بنو أمامة من باهلة بن أعصر. قال الكلبي: "كان ذو الخلصة مروة بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج"١، وكانت تعظمها دوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم من العرب بأرض تبالة٢, وسمي ذا الخلصة؛ لأن عباده والطائفين به كانوا خلصة كما يروي ياقوت.

ويرى الزمخشري وغيره أن ذا الخلصة كان صنما لا بيتا، وقال الحافظ ابن حجر: "ذو الخلصة: اسم للبيت الذي فيه الصنم، وقيل: اسم البيت الخلصة، واسم الصنم ذو الخلصة"، إلا أن الأشهر عند المحدثين والمؤرخين أنه كان بيتا فيه نصب تعبد كما في صحيح البخاري وكتب الأحاديث والسيرة. وكانت تسمى أيضا "الكعبة اليمانية" كما كانوا يسمون بيت الله الحرام "الكعبة الشامية". ونقل الزبيدي وابن منظور عن الجوهري أنها كانت تسمى "كعبة اليمامة"، وهذا وهم من الجوهري أو تحريف من الناسخ، فالفرق واضح بين اليمامة واليمانية والمكان مختلف.

وكانت تسمى "بيت ذي الخلصة" أيضا، وعلى هذا سار أكثر الباحثين, وكانوا يستقسمون عندها بالأزلام. ولما خرج امرؤ القيس يطلب ثأر أبيه استقسم عنده, فخرج له ما يكره, فسب الصنم ورماه بالحجارة، وأنشد:

لو كنت يا ذا الخلص الموتورا ... مثلي وكان شيخك المقبورا

لم تنه عن قتل العداة زورا


١ الأصنام ٣٤-٣٦.
٢ سيرة ابن هشام ١/ ٣٠.

<<  <   >  >>