"Musl" Mosel "الحكم والسلطة والسيادة". وفي العبرية المتأخرة ورد Masal بمعنى: لمس وقبض، وقالوا:"شعلة النار أمسكت بهم أو انقضت عليهم" وليس ببعيد أن يكون معنى اللمس والقبض جاء تبعا لمعنى السيادة والحكم.
أما العربية فلا تستعمل لمعنى الحكم ألفاظا مشتقة من "م ث ل" وقد اكتفت العربية بمادة "ح ك م" ومشتقاتها عن مادة "م ث ل" في الدلالة على الحكم والسيادة، في حين نجد لغات سامية أخرى كالعبرية قد استغنت بمادة "م ث ل" عن مادة "ح ك م" في الدلالة على الحكم والسيادة١, على أنه قد ورد في مادة "م ث ل" العربية ما يشير من بعيد إلى صلة ما بينها وبين معنى الحكم والسيادة، وذلك في قولهم: مثل الرجل يمثل مثالة, إذا فضل وحسن حاله.
والمثيل: الرجل الفاضل, والأمثل: الأفضل. وفي القرآن:{وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى}[طه: ٦٣]{إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا}[طه: ١٠٤] ، ويقول العرب: امتثل القوم ما قال فلان، أي: أذعنوا وأطاعوا.
والتمثال في العربية، وكذلك amsal, messale, wesl في الحبشية كلها بمعنى "الشيء المصور" ولكن من اليسير -فيما نرى- أن نجد صلة ما بين المعنيين إذا رجعنا إلى المفهوم القديم لمعنى التمثال في اللغات السامية. فقد أورد القرآن بعض الألفاظ الدالة على الصور المعبودة, ومن بينها لفظة تماثيل إشارة إلى معبودات قوم إبراهيم [قرآن الأنبياء: ٥٢] ووردت كذلك للدلالة على أشياء مصورة ليست مخصوصة بالعبادة [قرآن سبأ: ١٣] فاللفظ أطلقه العرب القدماء على الصور التي تصنع لأغراض شتى منها العبادة.
وكان السحر من أهم أغراض هذه الصناعة عند الساميين, فالبابليون أفرغوا في صناعة التماثيل جهدا ضخما لأغراض سحرية.
والساحر البابلي كان يستهدف الغلبة والسيطرة على العوامل المشئومة التي تكتنفه من كل جانب. فكان إذا أراد أن ينتقم من عدوه وهو غائب عنه عمد إلى صورة ما يصنعها بيده ثم يحرقها بحرابه؛ أي: يشعل فيها النار اعتقادا منه أن