للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجمل من ذي العمامة:

وهو مثل من أمثال مكة, وذو العمامة سعيد بن العاص بن أمية, وكان في الجاهلية إذا لبس عمامة، لا يلبس قرشي عمامة على لونها، وإذا خرج لم تبق امرأة إلا برزت للنظر إليه من جماله١.

ومن الأمثال العربية قولهم:

كُسَيْر وعُوَيْر, وكل غير خير٢.

ولا يزال الحجازيون حتى اليوم يذكرون معنى هذا المثل بعد أن حولوه إلى اللهجة العامية، فيقولون: "صوير وعوير, وإلا ما فيه خير". ومن الأمثال الحجازية الشعبية قولهم: "شاهد الثعلب ذنبه" وقد جاء هذا المثل في خبر لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه٣- وسار عبر القرون حتى العهد الحاضر, فإذا هو يدور على ألسنة الحجازيين على النحو الآتي:

"قاللوا: مين يشهد لك يا أبو الحصين؟ قاللوا: ذنبي" وأبو الحصين -كما هو معروف- كنية الثعلب.

أما حكمهم وأمثالهم التي تجلت فيها قدرتهم الفائقة على فن التعبير، وبرزت فيها سمات الوجازة والبلاغة الممتازة حتى دارت على الألسنة وتأثرت بها القلوب, فحسبنا أن نشير إلى قولهم: "الحرب سجال"، و"لا في العير ولا في النفير"، و"كل الصيد في جوف الفراء"، و"السليم لا ينام ولا ينيم"، و"رب زارع لنفسه حاصد سواه".

وقد يصور المثل الحجازي حادثة أو شخصية جاهلية كقولهم: "أندم من أبي غبشان" وهو من خزاعة. يروى أنه أسلم قصي بن كلاب مفاتيح البيت الحرام وهو سكران، فطار بها من الطائف "وهو موضع اجتماعهم" إلى مكة، وقال: معاشر قريش! هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل, ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم, وأفاق أبو غبشان فندم، فقيل: أندم من أبي غبشان.


١ الميداني ٢/ ١٩٨.
٢ الأغاني ١/ ٢٩٣, دار الكتب.
٣ جمهرة الأمثال للعسكري ٢/ ١٨.

<<  <   >  >>