للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن سمع١ سمع به، ومصارع الرجال تحت بروق الطمع، ولو اعتبرت مواقع المحن ما وجدت إلا مقاتل٢ الكرام, وعلى الاعتبار طريق الرشاد، ومن سلك الجدد٣ أمن العثار, ولن يعدم الحسود أن يتعب قلبه, ويشغل فكره، ويؤرث٤ غيظه، ولا تجاوز مضرته نفسه.

يا بني تميم، الصبر على جرع الحلم أعذب من جني ثمر الندامة، ومن جعل عرضه دون ماله استهدف٥ للذم، وكلم اللسان أنكى من كلم السنان، والكلمة مرهونة ما لم تنجم من الفم، فإذا نجمت، فهي أسد محرب٦, أو نار تلهب، ورأي الناصح اللبيب دليل لا يجوز، ونفاذ الرأي في الحرب أجدى من الطعن والضرب٧.

الوصايا:

الوصايا جمع وصية, والوصية ما توجهه إلى إنسان أثير لديك من ثمرة تجربة وحكمة أو إرشاد وتوجيه, فهي بمعنى النصيحة.

والوصية لون من ألوان الخطابة, قاصر على الأهل والأقارب والأصدقاء، والفرق بينهما أن الوصية تكون من المرأة لابنتها، ومن الرجل لقومه أو أبنائه عند الارتحال أو الشعور بدنوّ الأجل أو نحو ذلك. والخطابة تكون في المشاهد والمجامع العامة والحروب والمعارك وفي المفاخرة والمنافرة، وفي الوفادة على ملك أو أمير، وفي المواسم والحوادث الجِسَام.


١ شنع.
٢ الظاهر أنه جمع مقتل.
٣ الأرض المستوية.
٤ يوقد.
٥ انتصب هدفا.
٦ حرب كفرح: كلب واشتدَّ غضبه، ومحرب: مغضب.
٧ مجمع الأمثال, وهي بروايات أخرى في جمهرة الأمثال ٢/ ٢١٢.

<<  <   >  >>