للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غالب١

لهن عليهم عادة قد عرفنها ... إذا عرض الخطي فوق الكواثب٢

٨- وقال أبو صخر الهذلي، ويقال: إنه أغزل شعر قالته العرب:

أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر

لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذعر

فيا حبها زدني جوى كل ليلة ... ويا سلوة الأم موعدك الحشر

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ... فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر

وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت لا عرف لدي ولا نكر

٩- ومن مراثي الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمي في أخويها: معاوية وصخر, قولها في معاوية:

أريقي من دموعك واستفيقي ... وصبرا إن أطقت وإن تطيقي

وقولي إن خير بني سليم ... وفارسها بصحراء العقيق

ألا هل ترجعن لنا الليالي ... وأيام لنا بلوى الشقيق

وإذ نحن الفوارس كل يوم ... إذا حضروا وفتيان الحقوق

وإذ فينا معاوية بن عمرو ... على أدماء كالجمل الفنيق٣

فبكيه فقد أودى حميدا ... أمين الرأي محمود الصديق

فلا والله لا تسلاك نفسي ... لفاحشة أتيت ولا عقوق

ولكني رأيت الصبر خيرا ... من النعلين والرأس الحليق٤


١ جوانح أي: مائلات للوقوع.
٢ أي: القنا الخطي المنسوب إلى الخط بلد بالبحرين، والكواثب: جمع كاثبة، وهي من جسم الفرس ما تحت الكاهل إلى الظهر, بحيث إذا نصب عليه السرج كانت أمام القربوس.
٢ الفنيق: الضخم.
٤ كان من عادة النساء حلق الرأس وتعليق النعلين حزنا.

<<  <   >  >>