للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تطاول، حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يرعى النجوم بآيب١

وصدر أراح الليل عازب همه ... تضاعف فيه الحزن من كل جانب٢

علي لعمرو نعمة بعد نعمة ... لوالده ليست بذات عقارب٣

وثقت له بالنصر إذ قيل قد غزت ... كتائب من غسان غير أشائب٤

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب٥

يصاحبنهم حتى يغرن مغارهم ... من الضاريات بالدماء الدواب٦

تراهن خلف القوم خزرا عيونها ... جلوس الشيوخ في ثياب المرانب٧


١ وليس الذي يرعى النجوم بآيب أي: وحتى قيل: ليس الذي "البيت". والذي يرعى النجوم, يريد النجم الذي يتقدمها فيكون بمنزلة الراعي لها؛ يؤيد ذلك رواية: "وليس الذي يهدي النجوم", وإياب النجوم والشمس مغيبها, كأنها رجعت إلى مبدئها ومسقطها أي: وحتى قيل: إن أول النجوم الطالعة في هذا الليل لا تغيب مع أنه سابقها, فكان حقه أن يكون أول غائب, وكل ذلك كناية عن طول الليل.
٢ وصدر أي: وكلني أيضا لصدر. وأراح الليل: من الرواح, وعازب: غائب, والمعنى: دعني أيضا وصدري المتضاعف الحزن، الذي أرجع هذا الليل ما كان غائبا من همه. ثم اقتضب الكلام اقتضايا وشرع في مدح عمرو بن الحارث, فقال: علي لعمرو.
٣ عقارب النعمة: تكديرها بالمن والأذى. والمعنى: علي لعمرو نعمة حديثة بعد نعمة قديمة لوالده, لم يكدرهما من ولا أذى.
٤ أشائب: جمع أشابة وهم الأخلاط، أي: إن هذه الكتائب كلها من صلب غسان.
٥ أي: إذا غزوا حلقت عليهم جماعات النسور والعقبان والرخم لتأكل ممن يقتلونهم.
٦ أي: تسير جماعات الطير معهم كأنها تغير بإغارتهم على الأعداء, ضاريات متدربات على دماء القتلى.
٧ خزرا: جمع أخزر وخزراء، أي: ضيقة العيون خلقة، أو أنها تتخازر أي: تقبض أجفانها لتحدد النظر. جلوس الشيوخ ... إلخ, أي: إنها عند اشتداد القتال تقع على أعالي الأرض والهضاب كأنها في ريشها ووقوفها وتحديد النظر, تترقب القتلى جالسة جلوس الشيوخ إذا التفوا بأكسية المرانب يحددون النظر إلى شيء بعيد. مرانب: جمع مرنباني وهو الثوب المبطن بفراء الأرنب.

<<  <   >  >>