للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك أن ابن إسحاق روى عن محمد بن سعيد بن المسيب خبر وفاة عبد المطلب بن هاشم، وبكاء بناته الست عليه، وهن: صفية، وبرة، وعاتكة، وأم حكيم البيضاء، وأميمة، وأروى. وقد بكت عليه كل واحدة بشعر أورده ابن هشام، ثم عقب عليه بقوله١: "ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشعر، إلا أنه لما رواه عن محمد بن سعيد بن المسيب كتبناه".

وكذلك روى ابن إسحاق قصيدتين؛ الأولى: لعلي بن أبي طالب في يوم بدر، والثانية: نقيضتها وهي للحارث بن هشام بن المغيرة، وقد أوردهما ابن هشام وقال: "ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها ولا نقيضتها، وإنما كتبناهما لأنه يقال: إن عمرو بن عبد الله بن جدعان قتل يوم بدر ولم يذكره ابن إسحاق في القتلى، وذكره في هذا الشعر"٢.

وروى ابن إسحاق أبياتا لعلي بن أبي طالب, فأوردها ابن هشام، وقال: "قالها رجل من المسلمين يوم أحد غير علي، فيما ذكر لي بعض أهل العلم بالشعر، ولم أر أحدا منهم يعرفها لعلي"٣.

د- وقد نص في موضع واحد على اسم عالم من علماء اللغة والشعر والأخبار، هو: أبو عبيدة، وذلك أنه أورد قصيدة من اثني عشر بيتا، رواها ابن إسحاق لعمرو بن معديكرب، ثم قال: إن أبا عبيدة أنشده الأبيات الثلاثة الأولى منها، وفيها خلاف في رواية بعض ألفاظها، وإنه لم يعرف سائرها٤.

وثمة مآخذ أخرى استدركها ابن هشام على ابن إسحاق، ولم تدخل في الضروب الأربعة السالفة, وهي:

١- يروي ابن إسحاق قصيدة لأمية بن أبي الصلت يبكي زمعة بن الأسود وقتلى بني أسد, ويوردها ابن هشام كما رواها ابن إسحاق، ويعقب عليها بقوله: "هذه الرواية لهذا الشعر مختلطة ليست بصحيحة البناء، ولكن أنشدني أبو محرز خلف الأحمر وغيره، وروى بعض ما لم يرو بعض". ثم يورد القصيدة بهذه الرواية الأخرى، صحيحة البناء مستقيمة الوزن٥.


١ ٢/ ١٧٩.
٢ السيرة ٣/ ١١.
٣ السيرة ٣/ ١٧٤.
٤ السيرة ٤/ ٢٣١.
٥ السيرة ٣/ ٣٤.

<<  <   >  >>