للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- ويروي ابن إسحاق قصيدة من ثلاثة عشر بيتا للعباس بن مرداس، وقد رواها كلها متتابعة على أنها قصيدة واحدة -إذ إنها ذات وزن واحد وروي واحد- وأوردها على ذلك ابن هشام، ثم عقب عليها بقوله: "قال ابن هشام: من قوله: "أبلغ هوازن أعلاها وأسفلها ... إلخ" في هذا اليوم، وما قبل ذلك في غير هذا اليوم, وهما مفصولتان, ولكن ابن إسحاق جعلهما واحدة"١.

٣- ويحذف ابن هشام بيتا أو أبياتا من قصيدة رواها ابن إسحاق، لا لشك في صحة الشعر ونسبته، وإنما لأن الشاعر أقذع فيه. وكذلك أبدل كلمات من شعر رواه ابن إسحاق؛ لأن الشاعر "نال فيها من النبي, صلى الله عليه وسلم" وترك بيتين من قصيدة لأمية بن أبي الصلت؛ لأنه "نال فيهما من أصحاب رسول الله, صلى الله عليه وسلم"٢.

٤- وله أحيانا تعليقات على ما يورد من الشعر, من حيث العروض أو من حيث جمال الشعر. فمن ذلك أن يذكر كلاما لرئي من الجن هو: "ألم تر إلى الجن وإبلاسها، وإبساسها من دينها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها"، ثم يعقب عليه بقوله: "قال ابن هشام: هذا كلام سجع وليس بشعر"٣. وذكر قولهم: "لا عيش إلا عيش الآخرة، اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة" وعقب عليه بقوله: "هذا كلام وليس برجز"٤. ويورد كذلك أبيات سبيعة بنت الأحب، ومطلعها:

أبني لا تظلم بمـ ... ـكة لا الصغير ولا الكبير

ثم قال: يوقف على قوافيها لا تعرب٥, وأورد أبياتا على الكاف المكسورة رواها ابن إسحاق لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، ثم عقب عليها بقوله: "بقيت منها أبيات تركناها لقبح اختلاف قوافيها".


١ السيرة ٤/ ٨٤.
٢ ٣/ ١١، ٣٣.
٣ السيرة ١/ ٢٢٣, ٢٢٤.
٤ السيرة ٢/ ١٤٢.
٥ السيرة ١/ ٢٧.

<<  <   >  >>