ونقرظه، فقال: إن كان تقريظكم لي لأني عملت الشعر، فما عملته والله، ولكنه للشنفرى يرثي تأبط شرا، ووالله لو سمع الأصمعي بيتا من الشعر الذي كنت أنشدكموه ما أمسى أن يقوم به خطيبا على منبر البصرة فيتلف نفسي. فادعاء شعر، لو أردت قول مثله ما تعذر علي، أهون عندي من أن يتصل بالسلطان، فألحق باللطيف الخبير. قال أبو العيناء: فسألنا العتبي شعر خلف الذي ذكر فيه أهل البيت، فدافعنا مدة, ثم أنشد:
قدك مني صارم ما يفل ... وابن حزم عقده لا يحل
ينثني باللوم من عاذليه ... ما يبالي أكثروا أم أقلوا
"وهي ٤٧ بيتا أوردها كلها، ثم قال": كتبنا هذه القصيدة بأسرها؛ لأنها في سادتنا عليهم السلام، ولأنها أيضا غريبة لا يكاد أكثر الناس يعرفها١.
١ حماسة الخالديين "مخطوط في دار الكتب المصرية رقم ٥٨٧ أدب" ورقة ١٢٠-١٢٢.