للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما رأوا خيلنا تزجى أوائلها ... آساد غيل حمى أشبالها الأجم

ولوا شلالا وعظم الخيل لاحقة ... كما تخب إلى أعطانها النعم

بين الأراك وبين المرج تبطحهم ... زرق الأسنة في أطرافها السهم

فإن سمعتم بجيش سالك سرفا ... وبطن مر فأخفوا الجرس واكتتموا

وهذا غاية في التعبير, وفي وصف هذه الحرب حتى صار الأخ يفتدي نفسه بأخيه.

يوم شمظة ١:

شمظة: موضع في عكاظ نزلته كنانة بعد عام من يوم نخلة, حسبما اتعدوا لهم وهوازن، فاحتشدت كنانة: قريشها، وعبد منافها, والأحابيش ومن لحق بهم، وسلح يومئذ عبد الله بن جدعان مائة كمي بأداة كاملة سوى من سلح من قومه, وعلى إحدى مجنبتي كنانة عبد الله بن جدعان، وعلى الثانية كريز بن ربيعة، وأمر الجميع إلى حرب بن أمية الذي كان في القلب, أما هوازن وأحلافها فأمرها إلى مسعود بن معتب الثقفي, واعتزل فريق من الحيين فلم يشهد الحرب. ثم تناهض الناس وزحف بعضهم إلى بعض، فكانت الدائرة أول النهار لكنانة على هوازن، حتى إذا كان آخر النهار تداعت هوازن وصابرت، فانقشعت كنانة واستمر القتل فيهم، فقتل منهم تحت رايتهم مائة رجل، ولم يقتل من قريش يومئذ أحد يذكر، وذلك قول خداش بن زهير:

فأبلغ إن عرضت بنا هشاما ... وعبد الله أبلغ والوليد

أولئك إن يكن في الناس خير ... فإن لديهم حسبا وجودا

هم خير المعاشر من قريش ... وأوراهم إذا قدحت زنودا

بأنا يوم "شمظة" قد أقمنا ... عمود المجد إن له عمودا


١ شمظة: من عكاظ، هو الموضع الذي نزلت فيه قريش وحلفاؤها من بني كنانة بعد يوم نخلة. وهو أول يوم اقتتلوا به من أيام الفجار بحول على ما تواعدت عليه مع هوازن وحلفائها من ثقيف وغيرهم، فكان يوم شمظة لهوازن على كنانة وقريش، وهو من المواضع المجهولة اليوم. "معجم ما استعجم ٣/ ٩٦١".

<<  <   >  >>