للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتأبط شرا في القصيدة الآتية يصور سرعة عدو الصعلوك, وحسن حيلته للخلاص من الأعداء:

يا عيد ما لك من شوق وإيراق ... ومر طيف على الأهوال طراق١

يسري على الأين والحيات محتفيا ... نفسي فداؤك من سار على ساق٢

إني إذا خلة ضنت بنائلها ... وأمسكت بضعيف الوصل أحذاق٣

نجوت منها نجائي من بجيلة إذ ... ألقيت ليلة خبت الريط أرواقي٤

ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم ... بالعيكتين لدى معدى بن براق٥

كأنما حثحثوا حصا قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق٦


١ العيد: ما اعتاد من حزن وشوق. ما لك: ما أعظمك. الإيراق: مصدر الأرق والأسلوب للتعجب، كقولك من فارس وأنت تتعجب من فروسيته وتمدحه. طرق: يقول: يطرقنا ليلا في موضع البعد والمخافة.
٢ يسري الطيف: يسير ليلا. الأين: نوع من الحيات, أو الإعياء. محتفيا: حافيا.
٣ الخلة: الصداقة. النائل: ما ينال. بضعيف الوصل: بحبل ضعيف. الأحذاق: المتقطع.
٤ بجيلة: القبيلة التي أسرته. الخبت: اللين من الأرض. ألقيت أرواقي: استفرغت مجهودي في العدو. يقول: إذا ضن عني صديقي بنائلة، وكان وصاله ضعيفا أحذاقا، خليته ونجوت منه كنجائي من بجيلة.
٥ العيكتان: موضع. معدى: مصدر ميمي، أو اسم مكان من عدا يعدو. ابن براق: هو عمرو وهو والشنفرى صديقا تأبط شرا, وكانا معه ليلة انفلاته من بجيلة.
٦ حثحثوا: حركوا, من الحث. القوادم: ما ولي الرأس من ريش الجناح. والحص جمع: أحص, وهو ما تناثر ريشه وتكسر, يشير بذلك إلى الظليم وهو ذكر النعام. الخشف: ولد الظبية. الشث والطباق: نبتان طيبا المرعى، يغمران راعيهما ويشدان لحمهما، أي: كأنما حركوا بحركتهم إياي ظليما أو ظبية، والنعام والظباء مضرب المثل في سرعة العدو.

<<  <   >  >>