للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال دريد بن الصمة:

شلت يميني ولم أشرب معتقة ... إن أخطأ الموت أسماء بن زنباع

وقال تأبط شرا:

حلت الخمر وكانت حراما ... وبلأي ما ألمت تحل

فاسقنيها يا سواد بن عمرو ... إن جسمي بعد خالي لخل١

الميسر:

وكان من عادة الحجازيين لعب الميسر، ولا سيما وقت الشدة والجدب، ومن طرقهم في المياسرة أن يجتمع عشرة من اللاعبين ويحضروا جزورا يضمنون ثمنا لصاحبها، ويدفع الثمن بعد المياسرة الغارمون وحدهم، وتجعل القداح العشرة في خريطة وتجال وتحرك فيها، ثم يخرج الحرضة أول قدح باسم أحدهم على ترتيب لا نعلمه -فربما كان بحسب جلوسهم أو أسنانهم أو تراضيهم- ويكون هذا القدح هو نصيبه، فإن كان رابحا عرف مقدار ربحه وبقي القدح خارج الخريطة لا يعاد إليها. ثم يخرج قدحا باسم الثاني ويعرف مقدار ربحه وهكذا العشرة.

وكل رابح يأخذ ما خرج له، والثلاثة الذين تخرج لهم القداح التي لا نصيب لها هم الذين يغرمون ثمن الجزور, فيقسم عليهم أثلاثا٢.

وكان بعض اللاعبين يأخذ ما بقي من القداح ويقول للأيسار: قد تممتكم إن لم يحضر من يتمم الأيسار, وبذلك يفتخر النابغة فيقول:

إني أتمم أيساري وأمنحهم ... مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما٣


١ شرح الحماسة للتبريزي ٢/ ١٦٠. خل: ضعيف هزيل.
٢ بلوغ الأرب ٣/ ٦٥.
٣ مثنى الأيادي: أن يأخذ القسم مرة بعد مرة, أو هي الأنصباء التي كانت تبقى من الجزور في الميسر, فيشتريها ويعطيها.

<<  <   >  >>