للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما يدري الفقير متى غناه ... وما يدري الغني متى يعيل؟

وما تدري وإن ألقحت شولا ... أتلقح بعد ذلك أم تحيل؟

وما تدري إذا ذمرت سقيا ... لغيرك أم يكون لك الفصيل؟

وما تدري وإن جمعت أمرا ... بأي الأرض يدركك المقيل١؟

والله هو الذي يعلم السر وما تكنه الصدور. قال زهير:

ألا أبلغ الأحلاف عني رسالة ... وذبيان هل أقسمتم كل مقسم

فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلم

الإيمان بالبعث:

وآمن بعض الحجازيين بالبعث ويوم القيامة, حيث تجزى كل نفس بما عملت؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر. قال زهير بعد البيتين السابقين:

يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم

وقال أمية بن أبي الصلت يذكر البعث والحشر والحساب والميزان:

ويوم موعدهم أن يحشروا زمرا ... يوم التغابن إذ لا ينفع الحذر

وأبرزوا بصعيد مستو جرز ... وأنزل العرش والميزان والزبر

٣- حادثة الفيل:

ومن الحوادث التي أثرت تأثيرا عميقا في نفوس الحجازيين حادثة الفيل، ولهذه الحادثة سمة سياسية وأخرى دينية. وقد تحدثنا عن الأولى في فصل "الشعر السياسي", وسنتناول هنا السمة الثانية.


١ يعيل: يفتقر. الشول: الناقة التي تطلب اللقاح. ذمر: حبس. السقب: ولد الناقة.

<<  <   >  >>