وفي شعر أمية تعبير من صميم المسيحية, لا يزال حيا يتردد صداه حتى الآن, وهو قوله:
مجدوا الله وهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرا
عبادة الجن والشجر:
وبعض العرب عبد الجن، وهذا أمية بن أبي الصلت يسجل هذه العبادة ويتبرأ منها، ويتوجه برجائه خالصا لله ربه:
حنانيك إن الجن كان رجاءهم ... وأنت إلهي ربنا ورجائيا
ومنهم من عبد الشجر؛ فقد اعتقدوا أن العزى شيطانة كانت "تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة". وفي فتح مكة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد أن يعضدها، فعضد الأولى والثانية فلم ير شيئا، فأمره النبي أن يعضد الثالثة فأتاها، فإذا بحبشية نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها، تصرف بأنيابها، وخلفها دبية بن حرمي الشيباني -وكان سادنها- فلما نظر إلى خالد قال بيتين ذكرناهما سابقا.
فقال خالد: يا عز كفرانك لا سبحانك, إني رأيت الله قد أهانك. ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حممة, ثم عضد الشجرة وقتل دبية السادن.
وبعض الحجازيين كان دهريا لا يؤمن بالبعث والجزاء. قال شداد بن الأسود بن عبد شمس يرثي كفار قريش يوم بدر: