للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت لها: كلانا نضو أرض ... أخو سفر، فخلي لي مكاني

فشدت شدة نحوي فأهوت ... لها كفي بمصقول يماني

فأضربها بلا دهش، فخرت ... صريعا لليدين وللجران

فقالت ثن قلت لها: رويدا ... مكانك إنني ثبت الجنان

ولم أنفك مضطجعا لديها ... لأنظر مصبحا ماذا دهاني

إذا عينان في رأس دقيق ... كرأس الهر مشقوق اللسان

وساق مخدج ولسان كلب ... وثوب من عباء أو شنان١

وتنسب إلى تأبط شرا أبيات أخر وصف فيها لقاءه بالغول وأنه عن نفسها وطلبها بضعها، فلما أبت جللها بسيفه الصارم:

فأصبحت الغول لي جارة ... فيا جارتا لك ما أهولا

فطالبتها بضعها فالتوت ... فكان من الرأي أن تقتلا

فجللتها مرهفا صارما ... أبان المرافق والمفصلا

التطير:

شاع في العرب زجر الطير والوحش وإثارتها. قال ابن دريد: أهل نجد كانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح, وأهل العالية على عكسهم. وقال أبو جعفر النحاس: السانح عند أهل الحجاز ما أتى من اليمين إلى اليسار، والبارح عندهم ما أتى من اليسار إلى اليمين, وهم يتشاءمون بالسانح ويتيمنون بالبارح، وأهل نجد بالضد من ذلك، والسانح عند أهل نجد هو البارح عند أهل الحجاز٢.


١ بلوغ الأرب ٢/ ٣٤٢. الصحصحان: المكان المستوي. وجران البعير: مقدمة عنقه. المخدج: الناقص. الشنان: جمع شن وهو القربة الخلقة.
٢ العمدة ٢/ ٢٠٣، والأغاني ٩/ ١٥٧ ساسي.

<<  <   >  >>