للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستعمل طه حسين كلمة الغزل دالة على الأنواع كلها. وكذلك فعل الدكتور الحوفي في رسالته للماجستير عن "الغزل في الشعر الجاهلي"، وهي في رأيه أخف نطقا وأكثر شيوعا، كما أن عدم التفرقة هو رأي اللغويين والأدباء من القدماء.

فينوس الحجازيين:

يغرم الحجازيون بالمرأة الجميلة، ومقياس الجمال عندهم يتوفر في المرأة: الكحلاء، العيناء، الزجاء، البلجاء، مع بياض في البشرة, واستقامة في الأنف، وأشر في الأسنان, وسمرة في الشفتين, وطول في العنق, وغيد في الأعطاف. وتكون سوداء الشعر, بيضاء النحر، دقيقة الخصر، طويلة, ملتفة الساقين والساعدين، تهتم بما يكمل هذه الأوصاف الجسدية من طيب وخضاب وملبس ملائم دون تكلف.

وكما نرى معاهد التجميل تنتشر في أنحاء العالم، كذلك كانت عند الحجازيين -مثل غيرهم من العرب- صانعات الجمال، وهن النساء اللواتي يتعاهدن العرائس ويجملنهن، وقد تنجح صانعة الجمال إلى درجة أن تجعل القبيحة جميلة مؤقتا؛ ولذلك أبطل الإسلام هذه العادة وحظر العمل بها لأنها خديعة.

ومن أنواع الجمال المصنوع التنميص والتزجيج والتفليج والتلمية والوشر والوشم والوصل ... فأما التنميص فنزع ما بين الحاجبين من شعر حتى يصيرا كأنهما أبلجان، والتزجيج حف الحاجبين وإطالتهما بالأثمد, والتفليج تفريق ما بين الثنايا والرباعيات، والتلمية خضاب الشفة واللثة بأثمد, والوشر تحزيز الأسنان وتحديدها لتحكي الأشر؛ لأنها من صفات الشابات، والوشم معروف وأكثر ما يكون بالذراع والشفة واللثة، والوصل إطالة الشعر بشعر معار١.

ولدينا قصيدة لقيس بن الخطيم, يصور فيها جمال المرأة الحجازية كما يريدها


١ الغزل في العصر الجاهلي ١١٤.

<<  <   >  >>