للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو؛ فهي مزيج من الفضائل المادية والمعنوية. فهي مرحة مدلّلة, لا هي بالطويلة ولا بالقصيرة, لا سمنة فيها ولا نحافة إلا خصرها فهو نحيف يكاد ينقصف, ووجهها مشرق كالدرة التي أخرجت من الصدفة, فيها حور العين وجيد العنق, تكاد تضيء, نئوم الضحى تنام عن شئونها, فإذا قامت إليها, فإنما تقوم رويدا كأنما تخشى أن تقع:

رد الخليط الجمال فانصرفوا ... ماذا عليهم لو أنهم وقفوا

فيهم لعوب العشاء آنسة الد ... ل عروب يسوءها الخلف

بين شكول النساء خلقتها ... قصد فلا جبلة ولا قضف

تفوق الطرف وهي لاهية ... كأنما شف وجهها نزف

قضى الإله حين صورها الـ ... ـخالق ألا يكنها سدف

تنام عن كبر شأنها فإذا ... قامت رويدا تكاد تنغرف

حوراء جيداء يستضاء بها ... كأنها خطوط بانة قصف

تمشي كمشي الزهراء في دمث الر ... مل إلى السهل دونه الجرف

كأن لباتها تضمنها ... هزلى جراد أجوازه خلف

كأنها درة أحاط بها الـ ... ـغواص يجلو عن وجهها صدف١

وهذا سلامة بن جندل يجمع عدة أوصاف لحبيبته في بيت واحد؛ فهو يذكر امتلاء أردافها وطولها وبياض بشرتها, مما تتميز به المرأة الحرة عن الأمة:

ليست من الزول أردافا إذا انصرفت ... ولا القصار ولا السود العناكيب٢


١ الأصمعيات ١/ ٤٥، الأغاني ٣/ ٢٢. جبلة: غليظة. قضف: نحافة. تنغرف: تنقطف من خصرها. قصف: لين. الزهراء: البقرة الوحشية. دمث: لين. جرف: جمع جرف وهو ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض. خلف: جمع خليف وهو السهم الحديد، الطرير. أجوازه: أواسطه. يجلو: يعلو.
٢ ديوان سلامة بن جندل ٢٦.

<<  <   >  >>