للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنابغة ينسب إلى حبيبته صفات المرأة الحرة بنفي صفات الإماء عنها؛ فهي ليست من السود ولا تبيع قدور النحاس في المجتمعات:

ليست من السود أعقابا إذا انصرفت ... ولا تبيع بجنبي نخلة البرما١

والمزرد بن ضرار يقول عن المرأة الجميلة في نظره: إنها بيضاء، تميل إلى اللهو وإلى الغزل:

وبيضاء فيها للمحالم صبوة ... وفيها لمن يرنو إلى اللهو شاغل٢

وكما وصفوا بالبياض, نجدهم أحيانا يصفون بالصفرة كما نجد عند قيس بن الخطيم:

صفراء أعجلها الشباب لداتها ... موسومة بالحسن غير قطوب٣

والنابغة يرى من جمال حبيبته أن تكون صفراء, كثوب من حرير:

صفراء كالسيراء أكمل خلقها ... كالغصن في غلوائه المتأود٤

ومفهوم أن مرادهم من وصف المرأة بالصفرة الغزل والتشبيب والابتهاج لمرأى هذه الصفرة, وإذًا فلا بد أن تكون الصفرة المحمودة هي التي تنشأ عن كسل المرأة وحسن التغذية. وهذا هو فهم من التغزل بالبياض أيضا، فليسوا يحمدون البياض الناشئ عن مرض وإنما هو بياض الصحة والشباب, كما نرى عند حسان إذ يصف بياض المرأة بالبرد:

يحملن حوا حور المدامع في الريـ ... ـط وبيض الوجوه كالبرد٥

وقيس بن الخطيم يصف حبيبته ببياض الأسنان, وقلة لحم اللثة:

تنكل عن حمش اللثات كأنه ... برد جلته الشمس في شؤبوب٦

ويصفون النهد بالبروز وطغيانه على الصدر, كما نرى عند النابغة:

والبطن ذو عكن لطيف طيه ... والنحر تنفجه بثدي مقعد٧


١ ديوان النابغة ٦٥.
٢ المفضليات ١/ ٩٢.
٣ ديوانه.
٤ ديوان النابغة ٢٨.
٥ ديوان حسان ١٣.
٦ ديوانه ٦.
٧ ديوانه ٢٨.

<<  <   >  >>