للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأشباه أم حكيم إذ تواصلنا ... والحبل منها متين غير منجذم

إحدى بني عامر جن الفؤاد بها ... ولو تشاء شفت كعبا من السقم

فرع النساء وفرع القوم والدها ... أهل المحلة والإيفاء بالذمم

لم أر شمسا بليل قبلها طلعت ... حتى تجلت لنا في ليلة الظلم١

واستمر كعب يتغزل بنساء المسلمين على هذا المنوال حتى دفع حياته ثمنا لهذه الحماقات التي رددها لسانه. وحقا, إن كعبا لم يكن عفيف الغزل حين شبّب بنساء المسلمين؛ لأن عداوة الدين هي التي تدفعه إلى هذا الكيد. أما إذا كان الغزل الكيدي بدافع المفاخرة القبلية أو الهجاء الشخصي فإنه يلتزم الاحتشام والعفة غالبا، حتى لنرى النعمان بن بشير يسمع بسرور غناء عزة الميلاء بشعر قيس بن الخطيم في أمه عمرة بنت رواحة قائلا: "إنه لم يذكر إلا كرما وطيبا"٢.


١ تاريخ الطبري ٣/ ٣.
٢ الأغاني ٣/ ١٢.

<<  <   >  >>