على أننا نجد حظا وافرا من الجمال الفني في قصيدة ذي الإصبع العدواني, التي يهجو بها ابن عم له:
ولي ابن عم على ما كان من خلق ... مختلفان فأقليه ويقليني
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونه بل خلته دوني
يا عمرو إن لا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حتى تقول الهامة اسقوني
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتخزوني
ولا تقوت عيالي يوم مسغبة ... ولا بنفسك في العزاء تكفيني
إني لعمرك ما بابي بذي غلق ... بالفاحشات ولا فتكن بمأمون
عف ندود إذا ما خفت من بلد ... هونا فلست بوقاف على الهون
عني إليك فما أمري براعية ... ترعى المخاض وما رأيي بمغبون
كل امرئ راجع يوما لشيمته ... وإن تخالق أخلاقا إلى حين
إني أبي أبي ذو محافظة ... وابن أبي أبي من أبيين
لا يخرج القسر مني غير مأبية ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني
وأنتم معشر زيد على مائة ... فأجمعوا أمركم كلا فكيدوني
فإن عرفتم سبيل الرشد فانطلقوا ... وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني
ماذا علي وإن كنتم ذوي كرم ... أن لا أحبكم إن لم تحبوني
لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعا ترويني
الله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عني ويجزيني
قد كنت أوتيكمو نصحي وأمنحكم ... ودي على مثبت في الصدر مكنون
يا عمرو لو لنت لي ألفيتني بشرا ... سمحا كريما أجازي من يجازيني
والله لو كرهت كفي مصافحتي ... لقلت إذ كرهت قربي لها بيني