للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصادف الباحث في الأدب الحجازي بعض الهجاء المفحش؛ كالأشعار التي تنسب لحسان بن ثابت حتى بعد أن خالط الإسلام روحه، فها هو ذا في المعركة الناشبة بين الإسلام والشرك في يوم أحد يهجو هند أم معاوية, فيقول:

أشرت لكاع وكان عادتها ... لؤم إذا أشرت مع الكفر

لعن الإله وزوجها معها ... هند الهنود طويلة البظر

أخرجت مرقصة إلى أحد ... في القوم معنقة على بكر١

ثم يقول:

أقبلت زائرة مبادرة ... بأبيك وابنك يوم ذي بدر

ونسبت فاحشة أتيت بها ... يا هند ويحك سبة الدهر

فرجعت صاغرة بلا ترة ... مما ظفرت به ولا وتر

زعم الولائد أنها ولدت ... ولدا صغيرا كان من عهر

بل إنه ليتهمها بأنها كانت تسقط أولادها من السفاح وتدفنهم سرا في بطحاء أجياد؛ سترا للفضيحة والعار, فيقول:

لمن سواقط صبيان منبذة ... باتت تفحص في بطحاء أجياد

باتت تمخض ما كانت قوابلها ... إلا الوحوش وإلا ضبة الوادي

ويهجو بني سهم وعمرو بن العاص بن وائل "وأمه النابغة امرأة من عنزة", فيقول:

أما ابن نابغة العبد الهجين فقد ... أنحى عليه لسانا صارما ذكرا

ما بال أمك راغت عند ذي شرف ... إلى جذيمة لما عفت الأثرا

ظلت ثلاثا وملحان معانقها ... عند الحجون فما ملا ولا فترا

يا آل سهم فإني قد نصحت لكم ... لا أبعثن على الأحياء من قبرا


١ مرقصة: ترقص البعير, وذلك حين تسرع في السير. معنقة: مسرعة كذلك.

<<  <   >  >>