أما هشام فرجلا قينة مجنت ... باتت تغمز وسط السامر الكمرا١
لولا النبي وقول الحق مغضبة ... لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا
ويقول في هجاء بني المغيرة:
هلا منعتم من المخزاة أمكم ... عند الثنية من عمرو بن يحموم
أسلمتموها فباتت غير طاهرة ... ماء الرجال على الفخذين كالموم
ولا نريد المضي في هذا الشعر الفاحش بل الممعن في الفحش الذي لا نكاد نجد له نظيرا في الشعر الجاهلي، ولعل كثيرا منه مشكوك فيه لا تصح نسبته لحسان.
ويمتاز حسان "ببراعته في خلق الصور الفنية وابتكارها, وهذه الموهبة تتيح للهجائين بنوع خاص كثيرا من الشهرة والذيوع، فهي تصور إلى جانب الذكاء بصيرة هجائية، وروحا فكهة، لا تنظر إلى الأشياء إلا لتسخر منها، وترى فيها شبها قريبا بألوان مضحكة من الصور". يقول في هجاء رجل من بني عابد بن عبد الله المخزومي:
فإن تصلح فإنك عابدي ... وصلح العابدي إلى فساد
وإن تفسد فما ألفيت إلا ... بعيدا ما علمت من السداد
على ما قام يشتمني لئيم ... كخنزير تمرغ في رماد
ويقول في هجاء الحارث بن كعب "رهط النجاشي" الشاعر:
حار بن كعب ألا الأحلام تزجركم ... عنا وأنتم من الجوف الجماخير
١ راغت: مالت عن القصد. ذو شرف: موضع. جذيمة: اسم رجل. يقول له: هلا خبرتني خبر أمك, انحرفت عن الطريق إلى ذلك الرجل معفية آثار أقدامها على الرمال؛ خشية أن تتبع. ملحان: عبد لخزاعة. الحجون: جبل بمكة. الماجن: الذي يرتكب المقابح المخزية ولا يبالي العذل والتقريع. الكمر: جمع كمرة وهو رأس الذكر. الغمز: العصر والكبس باليد.