للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصف الحجازيون الدروع ونسبوها إلى سلوق كما سبق في قول النابغة، وإلى الفرس كما في قول دريد بن الصمة في رثاء أخيه:

نصحت لعارض وأصحاب عارض ... ورهط بني السوداء والقوم شهدي

فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد

كما وصفوا المغفر أو القونس أو البيضة وهي التي يقون بها رءوسهم من السيوف في الحرب. قال العباس بن مرداس:

فلم أر مثل الحي حيا مصبحا ... ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا

أكر وأحمى للحقيقة منهم ... وأضرب منا بالسيوف القوانسا

ووصفوا المجن أو الترس أو الدرقة، وهي جنة من جلد يتقون بها ضرب السيوف على الأبدان، ووصف المزرد بن ضرار ترسه وهو يلمع كأنه الشمس بين طيات السحاب, فقال:

وجوب يرى كالشمس في طخية الدجى ... وأبيض ماض في الضريبة قاصل١

وذكر أبو قيس بن الأسلت عدده الحربية ومنها الترس, فقال:

أحفزها عني بذي رونق ... مهند كالملح قطاع

صدق حسام وادق حده ... ومجنأ أسمر قراع٢

ووصفوا اللواء الذي لا يحمله عادة إلا كل بطل شجاع. وقد كان عثمان بن أبي طلحة في يوم أحد يحمل لواء المشركين ويقول:

إن على أهل اللواء حقا ... أن يخضبوا الصعدة أو تندقا٣

أدوات الكتابة:

أما الكتابة فسيتناول حديثنا عنها المواد التي كانوا يكتبون عليها, والأدوات التي كانوا يكتبون بها، وألوان كتابتهم ذاتها.


١ جوب: ترس, المفضليات ١/ ٩٧.
٢ المفضليات ٢/ ٨٤. مجنأ: منحنٍ, ويقصد به الترس. قراع: صلب.
٣ الصعدة: الأرض أو القناة المستوية.

<<  <   >  >>