وكانوا يسمون الكتابة والنقش على الحجر: الوحي. قال زهير:
لمن الديار غشيتها بالفدفد ... كالوحي في حجر المسيل المخلد
وذكروا في أشعارهم الورق، فهل كان الورق هو الجلد الرقيق الذي يشبه في رقته ورق الشجر، أم هو الورق المعروف بالورق الصيني جلبوه من البلاد المجاورة للصين كالهند وفارس، وإذًا فقد عرفنا الورق الصيني كما يرجع بعض الباحثين؟ وأيا كان الأمر, فإننا نجد ذكر الورق في مثل قول حسان بن ثابت:
عرفت ديار زينب بالكثيب ... كخط الوحي في الورق القشيب
وكان للمواد المكتوبة أسماء عامة من أشهرها الصحيفة والكتاب والزبور، وقد وردت الصحيفة بصيغة الجمع في شعر قيس بن الخطيم حيث يقول:
لما بدت غدوة جباههم ... حنت إلينا الأرحام والصحف
ويعني بالصحف: العهود والمواثيق المسجلة في الصحائف، كما وردت في قول درهم بن زيد الأوسي، وهو يذكر الخزرج ما بينهم من أحلاف وعهود مكتوبة:
وإن ما بيننا وبينكم ... حين يقال: الأرحام والصحف
وربما كانت لفظة الكتاب أعم من الصحيفة، إلا أنها أطلقت على الشيء المكتوب حتى لا تكاد تنصرف إلا إليه. وقد وردت في شعر زهير حيث يقول:
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم
أما الزبور -وجمعها زبر- فيطلق على الكتاب الديني وغير الديني. قال أمية بن أبي الصلت على المعنى الأول:
وأبرزوا بصعيد مستو جرز ... وأنزل العرش والميزان والزبر
واشتقوا من الزبور الفعل: يزبر بمعنى يكتب. قال أبو ذؤيب:
عرفت الديار كرقم الدوا ... ة يزبرها الكاتب الحميري