وفي الطائف مسجد ابن عباس, ويقوم حيث كان يقوم جيش المسلمين الذين حاصروا الطائف في عهد الرسول -صلوات الله عليه- ويجاور قبور الصحابة الذين استشهدوا في هذا الحصار, إذ تقع القبور في مكان مسور بجوار المسجد من ناحية الشمال. وقد دفن ابن عباس بمسجده، وتوفي عام ٦٨ هـ. ومن ضواحي الطائف الحديثة: قروة، وشبرا، ونجمة، وبجوار المدينة تقع بادية الطائف المترامية الأطراف وبالقرب من المدينة وادي وجّ الذي يمر بقرية المثناة منحدرا إلى ناحية الطائف. ومن الوديان حولها وادي السداد, وفي القرب منها سد السملحى، وهذا السد أضخم سدود الطائف.
وتشتهر الطائف بفاكهتها وبصنع البسط والسجاجيد والمعاطف التي تشبه البطانيات, وتسمى "البيدى".واتساع العمران وزيادة السكان ملحوظ في الطائف مما أدى إلى قلة مياه الشرب؛ ولذلك أقيمت السدود حولها، ومنها سد عكرمة على وادي وجّ. وتقع الطائف على ظهر جبل غزوان, وهي من المدن الجاهلية القديمة، ويقال: إنها كانت تعرف قديما بوجّ، وقد عثر فيها على كتابات ثمودية, وتحيط بالطائف أودية كثيرة تسيل فيها الأمطار في موسم السحب، وحولها عيون ومياه وبها آبار كثيرة. وكان أكثر سكانها عند ظهور الإسلام من ثقيف، وكان لهم بها صنم كبير يسمى اللات. وهذه هي المسافات بين الطائف وجدة.