للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلادهم عنهم، فطلبوا المتسع والمعاش، وتتبعوا الكلأ والمرعى والماء، وتنافسوا في المحال والمنازل، وبغى بعضهم على بعض، فاقتتلوا، فظهرت خندف على قيس، وظعنت قيس من تهامة طالعين إلى بلاد نجد، إلا قبائل منهم, فانحازت إلى أطراف الغور من تهامة.

فنزلت هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ما بين غور تهامة إلى ما والى بيشة، وترجا، وناحية السراة، والطائف, وذا المجاز، وحنينا، وأوطاسا وما صاقبها من البلاد. وهوازن من القبائل العربية الكبيرة، وكانت مساكنها، كما ذكرنا في مواضع متعددة، من نجد -على حدود اليمن- وفي الحجاز. ثم تنافس أولاد مدركة وطابخة ابني إلياس بن مضر في المنازل، وتضايقوا فيها، ووقعت بينهم حرب، فظهرت مدركة على طابخة، فظعنت طابخة من تهامة، وخرجوا إلى ظواهر نجد والحجاز. وانحازت مزينة بن أد بن طابخة، إلى جبال رضوى، وقدس، وآرة وما والاها، وصاقبها من أرض الحجاز.

وأقامت قبائل مدركة بناحية عرفات، وعرنة، وبطن نعمان، ورجيل، وكبكب، والبوباة، وجيرانهم فيها طوائف من أعجاز هوازن.

وكانت لهذيل جبال من جبال السراة, ولهم صدور أوديتها وشعابها الغربية. ومسايل تلك الشعاب والأودية على قبائل خزيمة بن مدركة في منازلها، وجيران هذيل في جبالهم: فهم، وعدوان، ابنا عمرو بن قيس عيلان.

ونزلت خزيمة بن مدركة أسفل من هذيل بن مدركة. واستطالوا في تلك التهائم إلى أسياف البحر، فسالت عليهم الأودية التي كانت هذيل في صدورها وأعاليها، وشعاب جبال السراة التي هذيل سكانها، فصاروا فيما بين الشاطئ وجبال السراة الغربية. وأقام ولد النضر بن كنانة بن خزيمة حول مكة وما والاها، بها جماعتهم وعددهم، فكانوا جميعا ينتسبون إلى النضر بن كنانة.

وأقام ولد فهر حول مكة، حتى أنزلهم قصي بن كلاب الحرم، وكانت مكة ليس بها أحد. قال هشام: قال الكلبي: كان الناس يحجون ثم يتفرقون,

<<  <   >  >>