للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرب الطائف في العصر الجاهلي:

الطائف من مدن الحجاز وحواضره، وتمتاز بجوها البديع وحدائقها وفاكهتها كما سبق، وقد أقام بها العرب في العصر الجاهلي، وكان أهلها من عدوان الذين منهم عامر بن الظرب العدواني، حكم العرب في العصر الجاهلي، وكان عددهم يقارب السبعين ألفا، ولكن الخصومات بينهم أدت إلى حروب شديدة، مات فيها الكثير، وكان قصي بن منبه -وهو ثقيف- صهرا لعامر بن الظرب، فلما ضعف أمر عدوان تغلب عليهم ثقيف، وهم فرع من هوازن١. وقد روى البكري عن هشام الكلبي في سبب تسمية ثقيف بهذا الاسم، وما كان من نزول منبه بن بكر بن هوازن، وهو ثقيف بالطائف، رواية طويلة لا داعي لذكرها في هذه العجالة٢. وكان ممن نزل بنواحي الطائف: عامر بن صعصعة، حيث نزلوا بجوار أصهارهم عدوان بن عمر بن قيس. ثم لما تفرقت عدوان، وحارب بعضهم بعضا، طمعت فيهم بنو عامر وأخرجتهم من الطائف, غير أن ثقيفا أخذتها من عامر لتزرعها، على أن يكون لها النصف بعملها فيها، وللعامريين النصف بحقهم في البلاد.

ولبثوا على ذلك زمانا حتى كثرت ثقيف، وحصنوا الطائف، وبنوا عليها حائطا يطيف بها، فسميت الطائف٣.

المضريون في الحجاز:

القبائل المضرية في الحجاز في العصر الجاهلي:

لم تزل مضر بن نزار، بعد خروج ربيعة من تهامة، مقيمة في منازلها من تهامة وما والاها، حتى تباينت قبائلهم، وكثر عددهم وفصائلهم، وضاقت


١ ابن خلدون ٢/ ٢٣٧, ٣٣٨ العرب قبل الإسلام لجورجي زيدان ط ١٩٣٩.
٢ راجع ٦٤، ٦٦، ٦٧ جـ١ البكري، وص١٤-١٦/ ١ تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم.
٣ راجع ٧٧ و٧٨/ ١ معجم ما استعجم للبكري ١٦/ ١ تاريخ الإسلام.

<<  <   >  >>