٥- جميل، وفيه أقسام وفروع, أهمها: الطلوح، الحساسنة، العَبْده، الحِمْسودة. فمن الطلوح: آل خالد، وآل صالح، ومن آل خالد يتفرع: آل راشد، وآل عطاف. ومن آل صالح يتفرع: الطلحات. ومنهم: آل راشد، وآل منيف، والأعصاب. وآل مَنَّاع، ومنهم: البقلة وآل حميد وآل زيدان, ثم من المِسْودة يتفرع: بنو إياس، والسّوَالمة، وآل محمود، والجَوايرة، وآل زيد الفرح، وكعب. فمن الفرح: آل محسن, وآل كامل، وآل ساري, والدِّعجان. ومن آل زيد يتفرع: القِنعان والمحاميد، ثم من الجوابرة يتفرع: آل حسن، وآل حمدان، وآل علي. ومن السالمة البُزْذة, وآل فرح.
وبعد، فهذه جولة سريعة في ربوع الحجاز ألممنا فيها بصورة مقتضبة من بيئته الطبيعية والبشرية، تلك البيئة الروحية الطاهرة، التي انبلج فيها فجر الإسلام، وخرج منها الحجازيون الأول يحملون إلى أقطار العالم مشاعل النور والهداية، ويبشرون بدين جديد ورسالة جديدة تقضي على الوثنية الآفنة، والنظم الاجتماعية الفاسدة، حتى تخلصت العقائد من شوائب الضلالات، وتحررت النفوس من ربقة العبودية إلا لله وحده، وانطلقت العقول من عقال الجمود، وسبحت في الآفاق الفكرية والإنسانية الرحيبة، وتخلصت المجتمعات التي أظلتها رايتهم من الظلم والاستبداد والإقطاع والفساد.
يقول المستشرق دوزي في كتابه "تاريخ المسلمين في أسبانيا": "لقد كان الفتح العربي نعمة بالنسبة لأسبانيا؛ لأنه أدى إلى ثورة اجتماعية مهمة، وأزال قسما كبيرا من المساوئ التي كانت أسبانيا تئنّ تحت عبئها منذ عصور طوال ... وقد خففوا عبء الضرائب، وانتزعوا من أيدي الأغنياء الأرض التي كان يتقاسمها الإقطاعيون ويزرعها الفلاحون الأقنان أو العبيد الناقمون، ووزّعوها بالتساوي على من كانوا يشغلون فيها، فعكف الملاك الجدد على استثمار الأرض بحماسة شديدة، واستخرجوا معها محصولا أوفر من قبل. أما التجارة فقد تحررت من قيود الحدود والمكوس