للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[رابعاً: جواب السؤال والحاجة إلى البيان]

قد يكون الدافع عند السلف لكتابة الرد هو جواب لسؤال ورد عليهم عن شبهة أو بدعة أو نحو ذلك، سواء كان السؤال سؤال استفهام أو سؤال معاند أو غير ذلك.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: " وكان من أسباب نصر الدين وظهوره، أن كتاباً ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى، بما يحتج به علماء دينهم وفضلاء ملتهم قديماً وحديثاً، من الحجج السمعية، والعقلية، فاقتضى ذلك أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب، وبيان الخطأ من الصواب، لينتفع بذلك أولو الألباب، ويظهر ما بعث الله به رسله من الميزان والكتاب" (١).

ومن ذلك جواب شيخ الإسلام رحمه الله بقصيدته التائية في حل المشكلة القدرية جواباً لسؤال ورد عليه من نصراني معاند قال في مطلعها:

سؤالك يا هذا سؤال معاند مخاصم رب العرش باري البرية (٢)

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- عن هذه القصيدة: والشيخ - قدس الله روحه- نظمها جوابا لسؤال أورده عليه من قال: " إنه ذمي" ليشبه على المسلمين، وليشككهم في أصول الدين" (٣).

[خامساً: ظهور أو انتشار بدعة أو مخالفة معينة بين المسلمين]

ومن أسباب دفاع السلف عن العقيدة هو ظهور بدعة أو انتشارها بين المسلمين، وهذا الظهور أو الانتشار سواء كان عن طريق داعية يدعو لبدعته، أو خروج كتاب أو غير ذلك.

فإن السلف -رحمهم الله- لا يزالون يردون على كل بدعة وضلالة تظهر وتنتشر بين المسلمين إلى وقتنا الحاضر.

ومن ذلك الشيخ نعمان بن محمود الألوسي البغدادي: ألف كتاباً سماه "الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح". وقد ذكر في سبب تأليفه له: أنه رأى في السنة ١٣٠٤ هـ أوراقاً مطبوعة في لندن سنة ١٨٨٠ م تتضمن -زوراً وبهتانا- على تقديم دين النصارى على سائر الأديان، وطعناً لدين الإسلام فألف هذا الكتاب رداً على ذلك (٤).

ومن ذلك ما يصدر من بيانات وردود من هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية، وردود فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- والتي جمعت في خمس مجلدات بعنوان البيان لأخطاء بعض الكتاب، والتي يتعقب فيها -حفظه الله- بعض البدع والمخالفات التي تنشر في وسائل الإعلام.


(١) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: ١/ ٦٨.
(٢) الدرة البهية: ١٥.
(٣) المرجع السابق: ١١ - ١٢.
(٤) الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح، لنعمان الألوسي: ٣٤.

<<  <   >  >>