للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - دراسة الفلسفة اليونانية بزعم الدفاع عن الدين الإسلامي.

لقد ساهمت الفلسفة اليونانية في نمو الفكر الاعتزالي وتطوره، حيث استخدمت المعتزلة الفلسفة لتكوين عقيدة الألوهية (١) ومن ثم تدرجت في الأخذ بمنهاج فلاسفة اليونان، والبحث في الصفات الإلهية (٢) فدرس رجال المعتزلة الفلسفة، وتأثروا بها كثيراً نظراً لاعتمادها على العقل، وقد أشار لذلك المستشرقون كما جاء في دائرة المعارف، حيث نصت على أن المعتزلة كانوا أكثر الفرق اتصالاً بالفلسفة اليونانية، وأكثرهم إفادة منها؛ اضطرهم لذلك ما انتدبوا أنفسهم له من الحجاج عن الدين وعقائده، والرد على المخالفين من أصحاب الملل الأخرى (٣).

يقول فون كريمر: إن المعتزلة في نشأتهم تأثروا باللاهوت اليوناني، وعلى الأخص تأثروا بيحيى الدمشقي وتلميذه تيو دور أبي قرة (٤).

ويرى شتيتر أن الاعتزال في آخر تطوراته قد تأثر كثيراً بالفلسفة اليونانية (٥).

بل يرى هاملتون أن المعتزلة كانوا يصبون عقائدهم في قوالب الأفكار اليونانية، ويستوحون تأملاتهم الدينية من الميتافيزيقيا - ما وراء الطبيعة- اليونانية بدلاً من القرآن (٦)، وهذا غير مقبول، فالمعتزلة مسلمون تأثروا باليونان وليسوا يونانيين تأثروا بالإسلام.


(١) انظر: التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية: ٨٣.
(٢) انظر: الإسلام كبديل (هوفمان): ٤٩.
(٣) انظر: دائرة المعارف الإسلامية ٨/ ٢٤٠٠.
(٤) انظر: أدب المعتزلة: ١١٤.
(٥) انظر: المرجع السابق: ١١٤.
(٦) انظر: المرجع السابق: ١١٥.

<<  <   >  >>