عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَعَثَتْ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِشَيْءٍ مِنْ رُطَبٍ فِي مِكْتَلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ أَجِدْهُ فِي بَيْتِهِ، فَذَهَبْتُ قَرِيبًا، فَإِذَا هُوَ عِنْدَ خَيَّاطٍ مَوْلًى لَهُ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا فِيهِ لَحْمٌ، وَدُبَّاءٌ، «فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الدُّبَّاءُ، فَجَعَلْتُ أَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ، فَوَضَعْتُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَا زَالَ يَأْكُلُ، وَيَقْسِمُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي الْمِكْتَلِ شَيْءٌ»
قَالَ الإِمامُ: فِيهِ دلِيلٌ على أَن الطَّعَام إِذا كَانَ مُخْتَلفا يجوز أَن يمدّ يَده إِلى مَا لَا يَلِيهِ، أوْ إِذا لمْ يعرف من صَاحبه كَرَاهِيَة.
ورُوِي بِإِسْنَاد غَرِيب عنْ عُبيْد الله بْن عكراش، عنْ أبِيهِ عكراش بْن ذُؤَيْب، قَالَ: أَتَيْنَا بجفنةٍ كَثِيرَة الثَّرِيد، فخبطتُّ بيَدي فِي نَوَاحِيهَا، فَقَالَ رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلْ مِنْ موْضِعٍ واحِدٍ فإِنّهُ طعامٌ واحِدٌ»، ثُمّ أُتينا بطبق فِيهِ ألوان التَّمْر، فَجعلت آكلُ من بيْن يديّ، وجالت يدُ رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّبَق، فَقَالَ: «يَا عِكْراشُ، كُلْ مِنْ حيْثُ شِئْت، فإِنّهُ غيْرُ لوْنٍ».
٢٨٦١ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْزَجَانِيُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخُزَاعِيُّ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute