للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقتادة لم يروِ في هذا الحديث عن بكر بن قرواش، إنما حكى قصة حدثت لبكر مع علي بن أبي طالب، وقتادة لم يدرك هذه القصة، بل وُلد قتادة بعد موت علي بن أبي طالب بعشرين سنة (١)، وليس هناك دليل على أن بكر بن قرواش عاش بعد هذه القصة سنين طويلة حتى حكاها لقتادة، فالراجح أن قتادة سمعها من بعض شيوخه، والله أعلم.

وأما قول ابن حبان في «الثقات»: «بكر بن قِرْواش يروي عن أبي الطفيل، روى عنه قتادة» (٢).

فقد ذكر الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» أن الذي في كتاب ابن حبان خطأ، والصواب أن أبا الطفيل هو الذي يروي عن ابن قِرْواش، وأنه تفرد بالرواية عنه، فقد ذكر ابن المديني أنه لا راوي له سوى أبي الطفيل. وقال ابن عدي: «ما أقل ما له من الروايات» (٣).

* وبعد سياق الخطيب هذه الأمثلة لمَن لم يروِ عنه إلا راوٍ واحد، وضع حدًّا لأقل ما ترتفع به الجهالة عن الراوي فقال: «وأقل ما ترتفع به الجهالة (٤) أن يروي عن الرجل اثنان فصاعدًا من المشهورين بالعلم» (٥).

وقيَّدهما في «الفقيه والمتفقه» بالعدالة فقال: «من روى عنه رجلان عدلان خرج بذلك عن حد الجهالة على شرط أصحاب الحديث» (٦).


(١) ينظر: «تهذيب الكمال» (٢٣/ ٥١٦).
(٢) «الثقات» (٤/ ٧٥).
(٣) «الكامل» (٢/ ١٩٥)، و «لسان الميزان» (٢/ ٣٥٢).
(٤) فسرها السخاوي في «فتح المغيث» (٢/ ٤٧) بالجهالة العينية.
(٥) «الكفاية» (ص: ٨٨)، وينظر: «الفقيه والمتفقه» (٢/ ٨٤).
(٦) «الفقيه والمتفقه» (٢/ ٨٤).

<<  <   >  >>