للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا تحقَّقنا من كذب الخبر، كان خبرًا موضوعًا.

والموضوع لغة: الملصَق، يقال: وضع فلان على فلان كذا، أي: ألصقه به. وهو أيضًا الحطُّ والإسقاط. لكن الأول أليق بهذه الحيثية.

واصطلاحًا: الكذب المختلَق المصنوع (١).

فالخبر الموضوع هو ما كان كذبًا، سواء تعمَّد راويه الكذب أم لم يتعمَّد.

قال السيوطي: «الموضوع قسمان: قسم تعمَّد واضعُه وضْعَه، وهذا شأن الكذَّابين.

وقسم وقع غلطًا لا عن قصد، وهذا شأن المخلِّطين والمضطربين الحديث، كما حكم الحُفَّاظ بالوضع على الحديث الذي أخرجه ابن ماجه في «سننه» (٢)، وهو: «مَن كثُرت صلاتُه بالليل حَسُن وجهُه بالنهار» فإنهم أطبقوا على أنه موضوع، وواضعه لم يتعمَّد وضعه، وقصته في ذلك مشهورة (٣)» (٤).


(١) ينظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» لابن حجر (٢/ ٨٣٨)، و «فتح المغيث» (١/ ٣١٠).
(٢) «سنن ابن ماجه»، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في قيام الليل (١/ ٤٢٢ رقم ١٣٣٣).
(٣) وملخَّص هذه القصة: أن ثابت بن موسى دخل على شريك بن عبد الله القاضي، والمستملي بين يديه، وشريك يقول: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولم يذكر المتن، فلما نظر إلى ثابت بن موسى قال: «مَن كثُرت صلاته بالليل حَسُن وجهه بالنهار». وإنما أراد ثابتًا لزهده وورعه، فظن ثابت أنه روى هذا الحديث مرفوعًا بهذا الإسناد، فكان ثابت يحدِّث به عن شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. «شرح التبصرة والتذكرة» للعراقي (١/ ٣١٦).
(٤) «الحاوي للفتاوى» للسيوطي (٢/ ٩).

<<  <   >  >>