للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بهز، فقد قال أبو داود: «لم يحدِّث شعبة عنه، وقال له: مَن أنت؟ ومَن

أبوك؟» (١).

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لم يروِ شعبة عن بهز إلا حديثًا واحدًا، فقد سأل أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي ابن معين: هل روى شعبة عن بَهْز؟ قال: «نعم حديث: «أَتَرِعُون (٢) عن ذِكر الفاجر» (٣) وقد كان شعبة متوقِّفًا عنه، فلما روى هذا الحديث كتبه وأبرأه مما اتَّهمه به» (٤).


(١) «تهذيب التهذيب» (١/ ٤٩٨ رقم ٩٢٤).
(٢) أَتَرِعُون: بفتح همزة الاستفهام والمثناة فوق وكسر الراء، أي: أتتحرَّجون وتكُفُّون وتتورَّعون. «فيض القدير» (١/ ١١٥).
(٣) لم أجد رواية شعبة عن بهز لهذا الحديث، وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت» (ص: ١٤١ رقم ٢٢٠)، والعقيلي في «الضعفاء» (١/ ٢٠٢)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٩/ ٤١٨ رقم ١٠١٠)، وابن عدي في «الكامل» (٢/ ٤٣٠)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٨/ ١٩٥) وغيرهم من طريق الجارود بن يزيد عن بهز عن أبيه عن جدِّه.
وقد رُوي أيضًا عن سفيان الثوري، وابن عيينة، والنضر بن شُميل، ويزيد بن أبي حكيم، عن بهز، ولا يثبت عن واحد منهم ذلك، والمحفوظ أن الجارود تفرد برواية هذا الحديث، وأنه حديث منكر باطل، والمتهم به الجارود، وهو متروك هالك، ذهب إلى ذلك جمعٌ من الحفاظ.
وينظر: «المجروحين» لابن حبان (١/ ٢٢٠)، و «تعليقات الدارقطني على المجروحين» (ص: ٦٨)، و «الإرشاد» للخليلي (٢/ ٨٠٧)، و «السنن الكبرى» للبيهقي، كتاب الشهادات، باب الرجل من أهل الفقه يُسأل عن الرجل من أهل الحديث فيقول: كفوا عن حديثه (١٠/ ٣٥٤ رقم ٢٠٩١٤)، و «شعب الإيمان» (١٢/ ١٦٤ رقم ٩٢١٩).
(٤) «نصب الراية» (٣/ ٣١٠)، و «تهذيب التهذيب» (١/ ٤٩٩ رقم ٩٢٤).

<<  <   >  >>