للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد عرَّف جمعٌ من أهل العلم تدليس الإسناد بمثل ما عرَّفه به الخطيب، مثل: ابن الأثير (١)، وابن الصلاح (٢)، والذهبي (٣)، وابن كثير (٤)، والعراقي (٥).

وذكر العراقي أن تعريف ابن الصلاح هو المشهور بين أهل الحديث (٦).

ولكن ابن حجر اعترض على هذا التعريف، وقَصَر التدليس على الصورة الثانية، وهي أن يروي عن شيخٍ لقيه أحاديثَ لم يسمعها منه.

أما الصورة الأولى فليست من التدليس في شيء عنده، وإنما هي من المرسل الخفي.

ونقل عن البزار (٧) وابن القطان (٨) أنهما عرَّفا التدليس بما يوافق الصورة الثانية فقط.

ثم ذكر عن شيخه العراقي أنه حكى كلام البزار وابن القطان، وأنه ذهب إلى أن الذي ذكره ابن الصلاح في حد التدليس هو المشهور عن أهل الحديث، وأنه إنما حكى كلامهما لئلَّا يُغتَرَّ به.

ثم قال ابن حجر: «قلت: لا غرور هنا، بل كلامهما هو الصواب على ما يظهر لي في التفرقة بين التدليس والمرسل الخفي، وإن كانا مشتركين في الحكم، هذا ما يقتضيه النظر.


(١) «جامع الأصول» (١/ ١٦٧).
(٢) «مقدمة ابن الصلاح» في النوع الثاني عشر: معرفة التدليس وحكم المدلس (ص: ٢٣٠).
(٣) «الموقظة» (ص: ٤٧).
(٤) «الباعث الحثيث» (ص: ٥٣).
(٥) «شرح التبصرة والتذكرة» (١/ ٢٣٥).
(٦) «التقييد والإيضاح» (ص: ٩٨).
(٧) في جزء «معرفة من يُترك حديثه أو يُقبل» كما في «التقييد والإيضاح» (ص: ٩٧).
(٨) «بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام» (٥/ ٤٩٣).

<<  <   >  >>