للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وقد أدخل الخطيب تدليس التسوية في تدليس الإسناد، ولكنه لم يصرِّح باسمه، فقال: «وربما لم يُسقط المدلِّس اسم شيخه الذي حدَّثه، لكنه يُسقط ممن بعده في الإسناد رجلًا يكون ضعيفًا في الرواية، أو صغير السن، ويُحسِّن الحديث بذلك، وكان سليمان الأعمش وسفيان الثوري وبقية بن الوليد يفعلون مثل هذا» (١).

القسم الثاني: تدليس الشيوخ:

عرَّفه الخطيب بأنه رواية المحدِّث عن شيخ سمع منه حديثًا، يُغيِّر فيه اسمه أو كنيته أو نسبه أو حاله المشهور من أمره؛ لئلا يُعرف (٢).

ثم ذكر السبب في فعل الراوي ذلك الأمر، فقال: «والعلة في فعله ذلك كون شيخه غير ثقة في اعتقاده أو في أمانته، أو يكون متأخر الوفاة، قد شارك الراوي عنه جماعة دونه في السماع منه، أو يكون أصغر من الراوي عنه سنًّا، أو تكون أحاديثه التي عنده عنه كثيرة، فلا يحب تكرار الرواية عنه، فيغيِّر حاله لبعض هذه الأمور» (٣).

* * *


(١) «الكفاية» (ص: ٣٦٤). وينظر: «فتح المغيث» (١/ ٢٢٥).
(٢) «الكفاية» (ص: ٢٢، ٣٦٥).
(٣) «الكفاية» (ص: ٣٦٥). وللتدليس أنواع أخرى مذكورة في كتب المصطلح، مثل: تدليس القطع، وتدليس العطف، ويدخل هذان النوعان في تدليس الإسناد، وينظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» لابن حجر (٢/ ٦١٧ وما بعدها)، و «فتح المغيث» (١/ ٢٢٧ وما بعدها).

<<  <   >  >>