للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالت: مشغول. فجلست أيضًا ساعة، ثم استأذنتُ فخرجتْ، وقالت: مشغول. فقلت: قولي للشيخ بغدادي وصوفي وصاحب حديث. فقال: زبد بنِرْسيان (١)، قولي: ادخل. فدخلت، وبين يديه جام فالوذ (٢) فلقمني لقمة، وقال: حدثني فليح قال: حدثنا الزهري قال: حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لقم أخاه لقمة حلواء، ولم يكن ذلك مخافة من شره، ولا رجاء لخيره، صرف الله عنه سبعين بلوى في القيامة».

ثم قال الخطيب: «هذا حديث منكر جدًّا وإسناده صحيح، وقد كنتُ أظن الحمل فيه على الفقاعي حتى ذكر لي عبد الغفار بن عبد الواحد الأُرموي (٣)، أن محمد بن جعفر الفقاعي مشهور عندهم ثقة، قال: ومات بعد سنة سبعين وثلاثمائة ولم يدرك الصوفي، وإنما يروي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأبي بكر بن الأنباري وطبقتهما.

ثم أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل البزاز قال: حدثنا أبو القاسم بن السَّوْطي الحسين بن محمد بن إسحاق البزار (٤) قال: سمعت أبا الطيب محمد بن الفَرُّخان الدوري (٥) يقول: سمعت أحمد بن عبد الجبار


(١) النِّرسيان، بالكسر: من أجود التمر بالكوفة. «تاج العروس» (ن ر س).
(٢) الجام: إناء من فضة. والفالوذ: حلواء، يُسوَّى من لب الحنطة، فارسي معرب. «تاج العروس» (ج و م) (ف ل ذ).
(٣) هو الحافظ الإمام الجوال أبو النجيب الأُرموي، سمع: أحمد بن عبد الله المحاملي، وأبا نعيم الأصبهاني، وأبا ذر الهروي وغيرهم، روى عنه: الخطيب، والكتاني وغيرهما، مات شابًّا سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٤٤٧).
(٤) ترجم له الخطيب في «تاريخ بغداد» (٨/ ٦٧٣)، وقال: «كان كثير الوهم، شنيع الغلط».
(٥) ترجم له الخطيب في «تاريخ بغداد» (٤/ ٢٨١)، وقال: «كان غير ثقة».

<<  <   >  >>