للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت (أي: الخطيب): «رواه نُعيم بن الهيصم، عن فرج بن فضالة موقوفًا، وهو الصحيح، حدثناه الحسن بن علي الجوهري إملاء قال: أخبرنا عمر بن محمد بن علي بن الزيات قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: حدثنا نُعيم بن الهيصم قال: حدثنا أبو فضالة الحمصي فرج بن فَضالة، عن لقمان، عن أبي الدرداء قال: «إن ناقرتَ الناس ناقروك، وإن تقربتَ منهم أدركوك، وإن تركتَهم لم يتركوك». قال: فكيف أصنع؟ قال: «هب عرضك ليوم فقرك».

كذا أملاه الجوهري بالراء، وكذا كان في أصل كتابه» (١).

فهذا الحديث رواه الربيع بن ثعلب عن الفرج بن فضالة مرفوعًا، والربيع بن ثعلب قال فيه يحيى بن معين: رجل صالح. وقال صالح بن محمد

المعروف بجزرة: صدوق ثقة. وقال الدارقطني: بغدادي ثقة (٢).

ورواه نعيم بن الهيصم عن الفرج بن فضالة موقوفًا، ونعيم بن الهيصم قال فيه يحيى بن معين: رجل صدوق، وهو من العرب. وقال الدارقطني والخطيب: ثقة (٣).

فهذان ثقتان: الربيع بن ثعلب ونعيم بن الهيصم روياه عن الفرج بن فضالة مرة مرفوعًا ومرة موقوفًا، والذي يترجح لي أن هذا اضطراب من الفرج نفسه، فكان يرفعه مرة ويوقفه أخرى، وقد ضعَّفه جَمْعٌ من أهل


(١) «تاريخ بغداد» (٨/ ١٠٠)، ورواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٧/ ١٧٨) من طريق الخطيب به موقوفًا.
(٢) هذه الأقوال الثلاثة من «تاريخ بغداد» (٩/ ٤١٠ - ٤١١).
(٣) «تاريخ بغداد» (١٥/ ٤١٨).

<<  <   >  >>