للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن ابن المنكدر، عن جابر موقوفًا عليه بمعناه، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة (١).

فهذان ثقتان (العباس بن الوليد النرسي، وعفان بن مسلم) قد اتفقا على وقف هذه الرواية، وجاء سيار بن حاتم الذي وُصف برواية المناكير فرفعها، فلا شك أن روايته المرفوعة خطأ وهي من مناكيره، وأن الرواية الموقوفة هي

المحفوظة، وهو ما رجحه الخطيب والنخشبي (٢).

- المثال الخامس:

روى الخطيب في ترجمة محمد بن أحمد بن إبراهيم الحَكيمي من «تاريخ بغداد» من طريق يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف، عن أمية بن شبل قال: أخبرني الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي موسى على المنبر قال: «وقع في نفس موسى: هل ينام الله - عز وجل -؟ فبعث الله إليه ملكًا فأرَّقه ثلاثًا، ثم أعطاه قارورتين، وأمره أن يحتفظ بهما، فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيُنَحِّي إحداهما عن الأخرى، حتى نام نومة فاصطفقت (٣) يداه، فانكفأت القارورتان، قال: ضرب الله له مثلًا، أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماوات والأرض».

ثم قال الخطيب: «هكذا رواه أمية بن شبل عن الحكم بن أبان موصولًا مرفوعًا، وخالفه معمر بن راشد، فرواه عن الحكم، عن عكرمة قوله، لم يذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أبا هريرة».


(١) «مصنف ابن أبي شيبة» كتاب الزهد، كلام ابن عباس (٧/ ١٣٧ رقم ٣٤٧٩١).
(٢) وينظر: «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (٧/ ٧٠٣ رقم ٣٢٣١).
(٣) اصطفقت: اضطربت واهتزت. «تاج العروس» (ص ف ق).

<<  <   >  >>