للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنين عدة … ، مات القاضي أبو الطيب الطبري في يوم السبت لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة، ودُفن من الغد في مقبرة باب حرب، وحضرت الصلاة عليه في جامع المنصور» (١).

وظل يدرس الفقه، حتى صار فقيهًا، بل من كبار الفقهاء الشافعية، فقد قال الذهبي: «وكان من كبار الشافعية، تفقه على أبي الحسن بن المَحامِلي، والقاضي أبي الطيب الطبري» (٢).

وقال السبكي: «وكان من كبار الفقهاء، تفقه على أبي الحسن بن المَحامِلي، والقاضي أبي الطيب الطبري، وعلَّق عنه الخلاف، وأبي نصر بن الصباغ» (٣).

* ومع دراسة الخطيب للفقه وإتقانه له، حتى صار من كبار الفقهاء، فقد كان جُلُّ عنايته مصروفًا إلى الحديث، حتى غلب عليه، كما يقول ابن خِلِّكان: «كان فقيهًا فغلب عليه الحديث والتاريخ» (٤).

فبدأ بكتابة الحديث -كما ذكرنا- عن شيخه ابن رِزقويه، وله إحدى عشرة سنة، ثم انقطع عنه ثلاث سنوات، ثم عاد إليه فلازمه ست سنوات (٥).

وكان حريصًا على سماع الحديث من شيوخ بلده بغداد ومن القرى المحيطة بها أولًا قبل الرحلة إلى البلدان الأخرى؛ لأنه كان على يقين أن على الطالب أن يبدأ بتحصيل حديث أهل بلده، وأن يتمهر في المعرفة به قبل أن يرحل (٦)،


(١) «تاريخ بغداد» (١٠/ ٤٩٢ - ٤٩٣).
(٢) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٧٤).
(٣) «طبقات الشافعية» (٤/ ٣٠).
(٤) «وفيات الأعيان» (١/ ٩٢).
(٥) ينظر: «تاريخ بغداد» (٢/ ٢١٢).
(٦) ينظر: «الجامع لأخلاق الراوي» (٢/ ٢٢٤).

<<  <   >  >>