للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- رحمه الله - (١)، فبدأ بحضور مجالس الإمام الفقيه أحمد بن محمد بن أحمد أبي حامد الإسفراييني، قال الخطيب في ترجمته: «وقد رأيتُه غير مرة، وحضرتُ تدريسه في مسجد عبد الله بن المبارك، وهو المسجد الذي في صدر قَطيعة الربيع (٢) … مات أبو حامد في ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة ست وأربعمائة، ودُفن من الغد يوم السبت، وصليت على جنازته في الصحراء … » (٣).

فعلى هذا يكون الخطيب قد حضر مجالس أبي حامد الإسفراييني وسنه أقل من أربعة عشر عامًا، فيبدو أنه لم ينتظم في دراسة الفقه معه لصغر سنه يومئذ، فكان أول فقيه درس عليه وعلَّق الفقه عنه هو تلميذ أبي حامد الإسفراييني: أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الضبِّي المعروف بابن المَحامِلي، قال الخطيب في ترجمته: «اختلفت إليه في درس الفقه، وهو أول من علَّقت عنه … مات ابن المَحامِلي في يوم الأربعاء لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربعمائة» (٤).

ثم تتلمذ على يد الفقيه القاضي طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر أبي الطيب الطبري الشافعي، قال في ترجمته: «اختلفت إليه وعلَّقت عنه الفقه


(١) ينظر: «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٧١).
(٢) هي محلة ببغداد، منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه، وهما قطيعتان خارجة وداخلة، فالداخلة أقطعه إياها المنصور، والخارجة أقطعه إياها المهدي، وكان التجار يسكنونها حتى صارت ملكًا لهم دون ولد الربيع. «معجم البلدان» (١/ ٤٣) (٤/ ٣٧٧).
(٣) «تاريخ بغداد» (٦/ ٢٠ - ٢٢).
(٤) «تاريخ بغداد» (٦/ ٢٥ - ٢٦)، وينظر: مقدمة تحقيق «تاريخ بغداد» (ص: ٢٠).

<<  <   >  >>