للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذا قال - رحمه الله -، وكأنه لما روى له شيخه الفضل الرُّخامي الثقة الحافظ هذا الحديث عن الفريابي عن الأوزاعي، ظن أنه هكذا رواه الأوزاعي، ولم يعلم أن الرخامي قد وهم في هذا، وأن الثقات قد رووه عن الأوزاعي بدون ذكر سعيد بن المسيب، وهو المحفوظ عنه، والله أعلم.

- المثال الثاني:

روى الخطيب في ترجمة محمد بن إبراهيم بن قَحْطَبة القَحْطبي المؤدِّب، عن علي بن عبد العزيز الطاهري قال: أخبرنا عيسى بن حامد بن بشر قال: حدثنا قاسم بن زكريا قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن قَحْطَبة المؤدب قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحُنَيني قال: حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوجِّه إلى خيبر على حمار يصلِّي يومئ إيماء.

ثم قال الخطيب: «قلت: روى هذا الحديث أبو الحسن الدارقطني، عن أبي محمد بن السَّبيعي، عن قاسم (١).

ويقال: إن الحُنَيني تفرد بروايته عن مالك، وتفرد به أيضًا القَحْطبي عنه، وقد تابعه علي بن زيد الفرائضي فرواه عن الحُنَيني كذلك وهو وهم، إنما حدَّث به مالك، عن عمرو بن يحيى، عن أبي الحُباب سعيد بن يسار، عن ابن عمر، كذلك هو في «الموطأ»» (٢).

فهذا الحديث رواه القَحْطبي عن الحُنَيني عن مالك عن الزهري عن أنس، وروايته أخرجها ابن عدي (٣).


(١) لم أجد رواية الدارقطني هذه فيما لديَّ من مراجع.
(٢) «تاريخ بغداد» (٢/ ٢٧٣).
(٣) «الكامل» (١/ ٥٥٥).

<<  <   >  >>