للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد رجح هذه الرواية أيضًا ابن عبد البر فقال: «حديث مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبي الحُباب سعيد بن يسار عن عبد الله بن عمر أنه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو على حمار متوجه إلى خيبر. هكذا هو في «الموطأ» عند جميع الرواة، ورواه محمد بن إبراهيم بن قحطبة عن إسحاق بن إبراهيم الحُنيني عن مالك عن الزهري عن أنس قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو متوجه إلى خيبر على حمار يصلي على الحمار ويومئ إيماء. وهذا مما تفرد به ابن قحطبة عن الحُنيني وهو خطأ لا شك عندهم فيه، وصواب إسناده ما في «الموطإ»: مالك عن عمرو بن يحيى عن أبي الحُباب عن ابن عمر» (١).

- المثال الثالث:

روى الخطيب في ترجمة محمد بن جعفر بن الحسن صاحب المصلَّى من «تاريخ بغداد» عن علي بن أبي علي المعدَّل قال: حدثنا أبو الفرج محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي صاحب المصلَّى من حفظه قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي (٢) قال: حدثنا أبو نُعيم عُبيد بن هشام


(١) «التمهيد» (٢٠/ ١٣١).
(٢) قال الخطيب: «كان كثير الحديث رحل فيه إلى الأمصار البعيدة، وعُني به العناية العظيمة، وأخذ عن الحفاظ والأئمة … وكان فَهِمًا حافظًا عارفًا، وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه».
وقد أورد الخطيب طعن بعض أهل العلم فيه، ثم قال: «لم يثبت من أمر ابن الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيتُ كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح». «تاريخ بغداد» (٤/ ٣٤٣).

<<  <   >  >>