للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثبات، فلا يمكن ترجيح أحد هذين الوجهين على الآخر، مما يدل على أن هذا الاضطراب من سهيل نفسه، والله أعلم.

وقد أشار إلى ذلك الطحاوي فقال: «ولما اختلفوا علينا في إسناد هذا الحديث عن سهيل كما قد رويناه من اختلافهم عليه في هذا الباب، طلبناه من غير رواية سهيل، من حديث مَن رواه عن أبي صالح سواه وسوى أخيه؛ لنقف بذلك على حقيقته، هل هو عن أبي هريرة، أو عن رجل من أسلم؟» (١).

وقال الدارقطني: «والمحفوظ: عن سهيل، عن أبيه، عن رجل من أسلم. وأما قول من قال: عن أبي هريرة، فيشبه أن يكون سهيل حدث به مرة هكذا فحفظه عنه مَن حفظه كذلك؛ لأنهم حفاظ ثقات، ثم رجع سهيل إلى إرساله.

وروى هذا الحديث القعقاع بن حكيم (٢)، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج (٣)، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.


(١) «شرح مشكل الآثار» (١/ ٢٤).
(٢) هو القعقاع بن حكيم الكناني المدني، ثقة، من الرابعة. «تقريب التهذيب» (ص: ٤٥٦ رقم ٥٥٥٨).
وروايته أخرجها مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره (٤/ ٢٠٨١ رقم ٢٧٠٩)، والنسائي في «السنن الكبرى»، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا خاف شيئًا من الهوام حين يمسي (٩/ ٢١٩ رقم ١٠٣٤٨)، وابن حبان في «الصحيح» كتاب الرقائق، باب الاستعاذة (٣/ ٢٩٧ رقم ١٠٢٠) من طريق يعقوب بن عبد الله الأشج عن القعقاع عن أبي صالح.
(٣) هو يعقوب بن عبد الله بن الأشج أبو يوسف المدني مولى قريش، ثقة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة. «تقريب التهذيب» (ص: ٦٠٨ رقم ٧٨٢١).
وروايته أخرجها مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره (٤/ ٢٠٨١ رقم ٢٧٠٩/ ٥٥)، والنسائي في «السنن الكبرى»، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا خاف شيئًا من الهوام حين يمسي (٩/ ٢١٨ رقم ١٠٣٤٦) من طريق جعفر عن يعقوب أنه ذكر له أن أبا صالح أخبره أنه سمع أبا هريرة.

<<  <   >  >>