للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أنس بن مالك، عن أبي بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى جملًا لأبي جهل (١).

ثم ذكر أن الدارقطني (٢) والبَرْقاني وغيرهما من الحفاظ ذهبوا إلى أن الصوفي قد وهم في هذا الحديث، وأن الصواب: عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى جملًا لأبي جهل، مرسلًا (٣).

ولكن الخطيب لم يوافقهم على إلصاق الوهم بالصوفي؛ لأنه قد توبع عليه، وذهب إلى أن الحمل فيه على سويد، واستدل بأن الحفاظ قديمًا قد أنكروه على سويد، ثم روى عن أبي داود السجستاني أنه قال: سمعتُ يحيى بن معين، وقال له الفضل بن سهل الأعرج: يا أبا زكريا، سويد الحدثاني، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر الصديق: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى جملًا لأبي جهل. فقال يحيى: لو أن عندي فرسًا خرجت أغزوه (٤).

- المثال الثالث:

قال الخطيب في ترجمة عبد الله بن حفص الوكيل: «أخبرنا أبو سعد


(١) أخرجه الإسماعيلي في «معجم الشيوخ» (١/ ٣١٢)، ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» جماع أبواب الهدي، باب جواز الذكر والأنثى في الهدايا (٥/ ٣٧٧ رقم ١٠١٦٣) عن الصوفي به.
(٢) «علل الدارقطني» (١/ ٢٢٦).
(٣) أخرجه مالك في «الموطأ» كتاب الحج، باب ما يجوز في الهدي (١/ ٣٧٧).
(٤) «تاريخ بغداد» (٥/ ١٣٢ - ١٣٥).

<<  <   >  >>