للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان في الجزء حديث آخر عن ابن طاهر الصيرفي أيضًا عن السلامي، ذكر ابن طاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة.

فأوقفتُ على كتاب ابن بكير جماعةً من شيوخنا وأصحابنا، وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التَّنُوخي (١) فاجتمع مع أبي العلاء، وقال له: أيها القاضي، لا تروِ عن عبد الله بن موسى السلامي؛ فإن هذا الشيخ حدَّث بنواحي بخارى ولم يَرِد بغداد. فقال أبو العلاء: ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه» (٢).

وفي النقاط التالية أبيِّن كيفية معرفة الخطيب بجرح الرواة وتعديلهم:

١ - فحص أحاديث الراوي:

إذا أراد الخطيب -وكذلك غيره من النقاد- أن يعرف حال راوٍ، فإنه يجمع أحاديثه ويقارنها بأحاديث الثقات الذين شاركوه فيها، فإن كثرت موافقته لهم كان ثقةً مثلهم، وإن كثرت مخالفته لهم كان منكر الحديث، وبقدر الموافقة والمخالفة بقدر ما يُعرف حفظ الراوي وضبطه (٣).

ذكر الخطيب في ترجمة عبد الله بن خيران من «تاريخ بغداد» أن العقيلي قال: «عبد الله بن خيران بغدادي لا يُتابع على حديثه» (٤).


(١) هو علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم أبو القاسم التنوخي، كان متحفِّظًا في الشهادة محتاطًا، صدوقًا في الحديث، تقلَّد قضاء نواحٍ عدة، مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة. «تاريخ بغداد» (١٣/ ٦٠٤).
(٢) «تاريخ بغداد» (٤/ ١٦٣ وما بعدها).
(٣) ينظر: مقدمة «صحيح مسلم» (١/ ٧).
(٤) «الضعفاء الكبير» (٢/ ٢٤٥).

<<  <   >  >>