للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتعقَّبه الخطيب قائلًا: «قد اعتبرتُ من رواياته أحاديث كثيرة، وجدتُها مستقيمة تدل على ثقته، والله أعلم» (١).

فقد اختبر العقيلي أحاديث هذا الراوي فوجده ينفرد بأحاديث لا يتابعه عليها الثقات.

لكن الخطيب قد اختبر أحاديث كثيرة من مرويات هذا الرجل، فوجدها موافقة لأحاديث الثقات الذين شاركوه فيها، وهذا يدل على أنه ثقة (٢).

ونرى الخطيب في مواضع كثيرة من «تاريخه» يقول: «أحاديث فلان تدل على سوء ضبطه»، أو «كان غير ثقة روى أحاديث باطلة»، أو «أحاديثه تدل على ثقته»، أو «أحاديثه مستقيمة تدل على صدقه»، أو نحوها من العبارات (٣).

فهذا دليل واضح على أنه يتوصل إلى معرفة حال الراوي عن طريق دراسته لمروياته.

٢ - الترجيح بين أقوال النقاد في الرواة المتقدِّمين:

إذا اختلفت أقوال النقاد في راو بين معدِّل ومجرِّح؛ فإن الخطيب يدرس أقوالهم جيدًا ويرجح بينها بالأدلة والقرائن.


(١) «تاريخ بغداد» (١١/ ١١٨).
(٢) وينظر مثال آخر سبق (ص: ٤٢٥).
(٣) ينظر على سبيل المثال: «تاريخ بغداد» (٢/ ٥٣٧)، (٣/ ٥٥٠)، (٤/ ٣٦٨)، (٥/ ١٥)، (١٠/ ٤٥٢)، (١٥/ ٦٠٧).

<<  <   >  >>